فصل: تفسير الآية رقم (87):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (87):

{وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)}
{وَأَلْقَوْاْ إلى الله يَوْمَئِذٍ السلم} أي استسلموا لحكمه {وَضَلَّ} غاب {عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من أن آلهتهم تشفع لهم.

.تفسير الآية رقم (88):

{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}
{الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ} الناس {عَن سَبِيلِ الله} دينه {زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب} الذي استحقوه بكفرهم، قال ابن مسعود: عقارب أنيابها كالنخل الطوال {بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ} بصدّهم الناس عن الإِيمان.

.تفسير الآية رقم (89):

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
{وَ} اذكر {يَوْمٍ نَبْعَثُ فِي كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مّنْ أَنفُسِهِمْ} هو نبيّهم {وَجِئْنَا بِكَ} يا محمد صلى الله عليه وسلم {شَهِيدًا على هَؤُلآء} أي قومك {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب} القرآن {تِبْيَانًا} بيانا {لّكُلّ شَئ} يحتاج إليه الناس من أمر الشريعة {وهدى} من الضلالة {وَرَحْمَةً وبشرى} بالجنة {لِلْمُسْلِمِينَ} الموحِّدين.

.تفسير الآية رقم (90):

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}
{إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل} التوحيد أو الإِنصاف {والإحسان} أداء الفرائض، أو «أن تعبد الله كأنك تراه» كما في الحديث {وَإِيتَاء} إعطاء {القربى واليتامى} القرابة: خصه بالذكر اهتماما به {وينهى عَنِ الفحشاء} الزنا {والمنكر} شرعا من الكفر والمعاصي {والبغى} الظلم للناس: خصه بالذكر اهتماما، كما بدأ بالفحشاء، كذلك {يَعِظُكُمُ} بالأمر والنهي {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} تتعظون، وفيه إدغام التاء في الأصل في الذال. وفي المستدرك عن ابن مسعود: وهذه أجمع آية في القرآن للخير والشر.

.تفسير الآية رقم (91):

{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ الله} من البيع والأَيمان وغيرها {إِذَا عاهدتم وَلاَ تَنقُضُواْ الايمان بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} توثيقها {وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} بالوفاء حيث حلفتم به، والجملة حال {إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} تهديد لهم.

.تفسير الآية رقم (92):

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}
{وَلاَ تَكُونُواْ كالتى نَقَضَتْ} أفسدت {غَزْلَهَا} ما غزلته {مِن بَعْدِ قُوَّةٍ} إحكامٍ له وبَرْم {أنكاثا} حال جمع نكث وهو ما ينكث: أي يحل إحكامه، وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه {تَتَّخِذُونَ} حال من ضمير (تكونوا) أي لا تكونوا مثلها في اتخاذكم {أيمانكم دَخَلاً} هو ما يدخل في الشيء وليس منه: أي فسادا وخديعة {بَيْنِكُمْ} بأن تنقضوها {ءانٍ} أي لأن {تَكُونَ أُمَّةٌ} جماعة {هِىَ أَرْبَى} أكثر {مِنْ أُمَّةٍ} وكانوا يحالفون الحلفاء، فإذا وجدوا أكثر منهم وأعزّ نقضوا حلف أولئك وحالفوهم {إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ} يختبركم {الله بِهِ} أي بما أمر به من الوفاء بالعهد لينظر المطيع منكم والعاصي، أو بكون أُمَّة أربى، لينظر أتفون أم لا؟ {وَلَيُبَيّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القيامة مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} في الدنيا من أمر العهد وغيره، بأن يعذب الناكث ويثيب الوافي.

.تفسير الآية رقم (93):

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)}
{وَلَوْ شَاء الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحدة} أهل دين واحد {ولكن يُضِلُّ مَن يَشَآء وَيَهْدِى مَن يَشَآء وَلَتُسْئَلُنَّ} يوم القيامة سؤال تبكيت {عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} لتجازوا عليه.

.تفسير الآية رقم (94):

{وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)}
{وَلاَ تَتَّخِذُواْ أيمانكم دَخَلاً بَيْنَكُمْ} كرّره تأكيدا {فَتَزِلَّ قَدَمٌ} أي أقدامكم عن محجة الإِسلام {بَعْدَ ثُبُوتِهَا} استقامتها عليها {وَتَذُوقُواْ السوء} أي العذاب {بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ الله} أي بصدّكم عن الوفاء بالعهد، أو بصدّكم غيركم عنه لأنه يستنّ بكم {وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (95):

{وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)}
{وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ الله ثَمَناً قَلِيلاً} من الدنيا بأن تنقضوه لأجله {إِنَّمَا عِنْدَ الله} من الثواب {هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} مما في الدنيا {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ذلك فلا تنقضوا.

.تفسير الآية رقم (96):

{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)}
{مَا عِندَكُمْ} من الدنيا {يَنفَدُ} يفنى {وَمَا عِندَ الله بَاقٍ} دائم {ولَيَجْزِيَنَّ} بالياء والنون {وَلَنَجْزِيَنَّ الذين صَبَرُواْ} على الوفاء بالعهود {أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أحسن بمعنى حسن.

.تفسير الآية رقم (97):

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}
{مَنْ عَمِلَ صالحا مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياة طَيّبَةً} قيل: هي حياة الجنة، وقيل في الدنيا بالقناعة أو الرزق الحلال {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (98):

{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)}
{فَإِذَا قَرَأْتَ القرءان} أي أردت قراءته {فاستعذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم} أي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

.تفسير الآية رقم (99):

{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)}
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ} تسلّط {على الذين ءامَنُواْ وعلى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (100):

{إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)}
{إِنَّمَا سلطانه على الذين يَتَوَلَّوْنَهُ} بطاعته {والذين هُم بِهِ} أي الله {مُّشْرِكُونَ}.

.تفسير الآية رقم (101):

{وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
{وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ} بنسخها وإنزال غيرها لمصلحة العباد {والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ قَالُواْ} أي الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ} كذاب تقوله من عندك {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} حقيقة القرآن وفائدة النسخ.

.تفسير الآية رقم (102):

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
{قُلْ} لهم {نَزَّلَهُ رُوحُ القدس} جبريل {مّن رَّبّكَ بالحق} متعلق بـ (نزّل) {لِيُثَبّتَ الذين ءامَنُواْ} بإيمانهم به {وَهُدًى وبشرى لِلْمُسْلِمِينَ}.

.تفسير الآية رقم (103):

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
{وَلَقَدْ} للتحقيق {نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلّمُهُ} القرآنَ {بُشّرَ} وهو قين نصراني كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليه. قال تعالى {لّسَانُ} لغة {الذي يُلْحِدُونَ} يميلون {إِلَيْهِ} أنه يعلّمه {أَعْجَمِىٌّ وهذا} القرآن {لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ} ذو بيان وفصاحة فكيف يعلمه أعجمي.

.تفسير الآية رقم (104):

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
{إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بآيات الله لاَ يَهْدِيهِمُ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم.

.تفسير الآية رقم (105):

{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
{إِنَّمَا يَفْتَرِى الكذب الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بآيات الله} القرآن، بقولهم: هذا من قول البشر {وَأُوْلئِكَ هُمُ الكاذبون} والتأكيد بالتكرار والآية: ردٌّ لقولهم: إنما أنت مفتر.

.تفسير الآية رقم (106):

{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}
{مَن كَفَرَ بالله مِن بَعْدِ إيمانه إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ} على التلفظ بالكفر فتلفظ به {وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان} و(مَنْ) مبتدأ أو شرطية، والخبر أو الجواب: لهم وعيدٌ شديد، دل على هذا {ولكن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} له أي فتحه ووسعه، بمعنى طابت به نفسه {فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (107):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)}
{ذلك} الوعيد لهم {ذلك بِأَنَّهُمُ استحبوا الحياة} اختاروها {على الاخرة وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الكافرين}.

.تفسير الآية رقم (108):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)}
{أُولَئِكَ الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وأبصارهم وَأُولَئِكَ هُمُ الغافلون} عما يراد بهم.

.تفسير الآية رقم (109):

{لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109)}
{لاَ جَرَمَ} حقا {أَنَّهُمْ فِي الاخرة هُمُ الخاسرون} لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم.

.تفسير الآية رقم (110):

{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)}
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجروا} إلى المدينة {مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ} عُذِّبُوا وتلفظوا بالكفر، وفي قراءة بالبناء للفاعل: أي كفروا أو فتنوا الناس عن الإِيمان {ثُمَّ جاهدوا وَصَبَرُواْ} على الطاعة {إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا} أي الفتنة {لَغَفُورٌ} لهم {رَّحِيمٌ} بهم وخبر (إنّ) الأولى دل عليه خبر الثانية.

.تفسير الآية رقم (111):

{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)}
اذكر {يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تجادل} تحاجّ {عَن نَّفْسِهَا} لا يهمها غيرها وهو يوم القيامة {وتوفى كُلُّ نَفْسٍ} جزاء {مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} شيئا.

.تفسير الآية رقم (112):

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)}
{وَضَرَبَ الله مَثَلاً} ويبدل منه {قَرْيَةٌ} هي مكة والمراد أهلها {كَانَتْ ءامِنَةً} من الغارات لا تهاج {مُّطْمَئِنَّةً} لا يحتاج إلى الانتقال عنها لضيق أو خوف {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا} واسعا {مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله} بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم {فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع} فقحطوا سبع سنين {والخوف} بسرايا النبي صلى الله عليه وسلم {بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}.

.تفسير الآية رقم (113):

{وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113)}
{وَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مّنْهُمْ} محمد صلى الله عليه وسلم {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العذاب} الجوع والخوف {وَهُمْ ظالمون}.